٢٤‏/٠٤‏/٢٠١٨، ٢:٤٧ م
رمز الخبر: 82896047
T T
٠ Persons

الإتفاق النووي الإيراني وترامب و”عقدة أوباما”

٢٤‏/٠٤‏/٢٠١٨، ٢:٤٧ م
رمز الخبر: 82896047
الإتفاق النووي الإيراني وترامب و”عقدة أوباما”

طهران - 24 نيسان - ابريل - ارنا - بات واضحا حتي لاعضاء الادارة الامريكية الحالية ، ان الرئيس الامريكي دونالد ترامب شخص متقلب وانفعالي وغير متزن ولا يمكن اخذ ما يقوله في اي قضية علي انه القول الفصل ، فالرجل يقول رأيا سرعان ما ينكره او يناقضه برأي آخر ، وكثيرا ما يهدد ، دون ادني مبرر ، وسرعان ما يتراجع عن تهديده ، دون ادني مبرر ايضا ، ويمكن الاشارة بسهولة الي كم هائل من هذه التناقضات في مواقف ترامب خلال فترة رئاسته التي لم تتجاوز العام ونصف العام.

المراقبون الذين يتعاملون “بجدية” مع تصريحات وتغريدات وتهديدات ترامب اليومية والمتناقضة ، برروا تلك التناقضات علي انها “استراتيجية ترامبية” تُفقد “العدو” القدرة علي التنبوء بمواقف ترامب .
هذا التبرير رغم تفاهته الا ان المبررين كانوا مضطرين لاعتماده من اجل ابعاد “شبح” الشخصية المتناقضة وغير المتزنة والنزقة عن رئيس دولة تزعم انها اكبر دولة في العالم ، ولولاها لاختلط الحابل بالنابل في العلاقات الدولية!.
يمكننا الدخول الي “عالم ترامب” من خلال موقفه من الاتفاق النووي بين ايران ومجموعة 5+1 ، الذي يعتبر موقفا عدائيا الي حد العمي ، ولكن من دون ان يقدم مبررا منطقيا واحدا لموقفه هذا من اجل اقناع اقرب حلفائه الاوروبيين ، الذين كانوا ومازالوا يعتمدون علي تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية ، كمعيار وحيد لمدي التزام ايران بالاتفاق ، وهي تقارير اكدت جميعها دون استثناء ، من سوء حظ ترامب طبعا ، التزام ايران الكامل بالاتفاق.
هناك من يعتقد ان سبب العداء الاعمي لترامب للاتفاق النووي ، يعود الي حقده المرضي علي سلفه باراك اوباما ، الذي توصلت امريكا في عهده الي هذا الاتفاق ، فترامب ، ولاسباب شخصية وحتي عنصرية ، يسعي بكل ما اوتي من قوة لنسف تراث اوباما من التاريخ الامريكي ، الامر الذي يفسر عزله حتي صقور ادارته الذين رفضوا مماشاته في موقفه من الاتفاق النووي ، لعلمهم ان لا بديل منطقيا لهذا الاتفاق.
العالم بأجمعه لا يري بديلا للاتفاق النووي ، الا ترامب ، ولكن لو تمعنا جيدا نري انه حتي ترامب ليس لديه بديلا للاتفاق ، الا ان الاسباب التي ذكرناها هي التي تدفعه الي اطلاق التهديدات والمواقف الاستعراضية ضده ، الامر الذي جعل ماكرون وماي وميركل وكل زعماء اوروبا تنتابهم الحيرة في كيفية التعامل مع هذا المهووس.
يعتقد ترامب تحت ضغط “عقدة أوباما” ، ان بامكانه من خلال الضغط علي الاوروبيين ، ان يحذف توقيع سلفه اوباما من علي الاتفاق النووي ويضع مكانه توقيعه الهستيري ، بينما فاته ان العالم لا يمكنه ان يضع مصيره بيد رجل يتعامل مع الاتفاقيات والقضايا الدولية الحساسة ، بطريقة صبيانة تتقاذفها الاهواء الشخصية والنوازع المرضية.
ليس مستبعدا ان يخرج ترامب من الاتفاق النووي في 12 يناير القادم ، ولكن هذا الخروج سيتحول الي كابوس ينغص علي ترامب حياته خلال ما تبقي له من اعوام في البيت الابيض ، والاسباب:
-موقف ايران الحازم والقاطع من تهديدات ترامب ، حيث اتفقت القيادة الايرانية علي استئناف التخصيب بسرعة استثنائية وبمعدلات اعلي ، دون الاعتناء بعنتريات ترامب ولا بعنتريات صقور ادارته.
-العالم اجمع وفي مقدمته العالم الغربي سوف ينظر الي امريكا بانها دولة لا تحترم تعهداتها ، وتتعامل مع اخطر القضايا الدولية بسطحية وعدم مسؤولية.
-امريكا ستعزل نفسها عن العالم وحتي عن اقرب حلفائها.
-سيكون من الصعب علي ترامب ان يُقنع كوريا الشمالية بانه جاد في تسوية برنامجها النووي عبر الوسائل السياسية ، فامريكا ترامب لم تحترم اتفاقا دوليا شاركت في صياغته علي مدي عقد من الزمن وصادق عليه مجلس الامن الدولي.
-من الذي يضمن لكوريا الشمالية ، في حال فرضنا جدلا توصلها الي اتفاق مع ترامب ، ان تلتزم به الادارة الامريكية التي ستاتي بعد ادارة ترامب الي البيت الابيض.
-علي ترامب ان يتحمل ارتقاع اسعار النفط التي ستشهد قفزة علي وقع تهديداته وعنترياته لايران ، لمنعها من استخدام حقها في الطاقة النووية للاغراض السلمية.
شفقنا : ماجد حاتمي
انتهي ** 1837
٠ Persons